معاد: مشاهد من حب خير المساجد! | بقلم سالم بن أحمد سحاب

مما كُتب عن الدكتور

معاد: مشاهد من حب خير المساجد! | بقلم سالم بن أحمد سحاب

2021-11-09    698

"معاد"، عنوان آخر إصدار لمعالي الدكتور بكري عساس (وعسى ألاَّ يكون الأخير)، أهداني نسخة منه، فأنا له من الشاكرين. والكتاب مجموعة من المقالات التي سطَّرها قلم الأخ الذي كان زميلاً قريبًا قبل أن ينتقل لجامعة أم القرى في مكَّة المكرَّمة مديرًا لها قديرًا. ومن جميل الصدفة أني قد اطَّلعتُ على معظم هذه المقالات التي نشرها في هذه الصحيفة الغرَّاء وفاء بجزء يسير من حق البقعة الطاهرة والمدينة الفاضلة مكَّة المكرَّمة.
والدكتور بكري عاش في أكناف البلد الحرام، فيه وُلد، وفيه نشأ، ولا أحسبه قد تركها إلاَّ أيام دراسته العُليا في خارج الوطن. وحتَّى عندما كان زميلاً في جامعة الملك عبدالعزيز، لم يقطن جدَّة، وإنَّما كان ضيفًا عليها يغدو ويروح.
والمقصود بـ"المعاد" هو الموطن الأول للنبي -عليه الصلاة والسلام- إذ بشَّره ربُّه فيما أنزل عليه من الوحي، فقال جلَّ من قائل: (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ)، فعاد إليها معتمرًا ومنتصرًا وحاجًّا، كما عاد إليها حمامة سلام، ونموذجًا للعفو لم تبلغه البشريَّة من قبل، ولن تبلغه من بعد، إذ قال لأهل مكَّة بعد أن أظفره الله بهم: (اذهبوا فأنتم الطلقاء).
وفي مقدِّمة الكتاب التي سطَّرها عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور علي الحكمي ما يغني عن التقريظ والثناء، فقد أحسن وأجمل وأوفى. لكن ربما زدتُ، فسطَّرتُ إعجابي بهمَّة معالي الدكتور، الذي لم تستطع مشاغل الجامعة وهمومها وغمومها أن تزاحم هوايته في الكتابة الأنيقة عن المدينة الرفيعة، ذات القدر الجليل والمقام العلي.
وفي ثنايا المقالات تاريخ ومعارف ومعلومات منسوجة بقلم بليغ وأدب رفيع، كما فيه مشاعر شخصيَّة وعاطفيَّة ووجدانيَّة تعكس جزءًا من ارتباط الكاتب بأوَّل بيت في الأرض، وبأطهر بقعة في البسيطة. وحُق لأبي معتز أن يُغبط، وهنيئًا له هذا العشق لأمِّ القرى -حفظها الله-.
وممَّا يُشار إليه ويستحق الإشادة ترجمة مضمونه العربي بالكامل إلى اللغة الإنجليزية، ليكون زادًا للذين لا يحسنون النطق بلسان الضاد. وفي الكتاب أيضًا صور لبعض المشاهد من مكَّة والمشاعر.
شكرًا مرَّة أخرى للمؤلِّف والكاتب والصديق الصدوق.


مشاركة :